هيئة التحرير Admin
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 27/07/2011 العمر : 48
| موضوع: وزارة الصحة (الواقع والطموح) ح1 20/9/2012, 10:44 pm | |
| وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح1 • إحسان العسكري لست ممن يجامل او يحابي او يرائي في كتاباته والكل في الوسط الادبي والاعلامي يعرفني.. وان بدى مقالي هذا فيه شيء من المديح لمؤسسة من اهم المؤسسات الفيدارلية في العراق والتي اخذت على عاتقها جانب الامن الصحي لما له من اهمية بالغة وتأثير مباشر على استقرار الدولة وحياة المواطن وزارة الصحة 000 هي وزارة من الوزارات الاتحادية العراقية تقدم خدماتها على مدار الاربع والعشرين ساعة في اليوم وما يميز هذه الوزارة هو تسنم الشهادات العليا المناصب الادارية والفنية فيها وان عد البعض هذا التميز فيه شيء من الغبن للملاكات الاخرى الا اننا يجب ان نعترف انها حقيقة وواقع نعيشه وهو ليس بالشيء السيء اذا ما قورنت وزارة الصحة ببعض الوزارات التي يتسنم المناصب فيها شخصيات هشة لاعلاقة لها بالوظائف التي تشغلها من قريب او بعيد سوى فرضيات سياسية ومجاملات حزبية او طائفية او قومية حتى لو طبقت على وزارة الصحة فهي بالنتيجة لاتظر بها لانها بالنتيجة ستكون شخصيات تحمل شهادات عليا اقلها الدبلوم العالي واحيانا البكالوريوس .. ولا نريد ان نسهب في تفاصيل هذه الامور الا انه من باب الايضاح للقاريء الكريم . وزارة الصحة لها علاقة مباشرة بالامن الوطني فهي المسؤولة عن الحد من انتشار الاوبئة والامراض وتقديم خدماتها الوقائية وخدمات الرعاية الصحية الاولية والثانوية والثالوثية وغيرها من الخدمات التي تمس مساسا مباشرا حياة الانسان وصحته وغذائه واستقراره النفسي والعصبي والذي يؤثر تاثيرا مباشرا على مستوى خدمته لوطنه وشعبه وأمته .. هذه الوزارة التي يتجول بين اروقة مؤسساتها كبار العلماء والاطباء والطبيبات والصيادلة فشهاداتهم تضاهي شهادات علماء بريطانيا والدول العظمى والكبرى وشخصياتهم معروفة عالميا في الاوساط الطبية والتمريضية (mcp)و(frcs) وغيرهما من الشهادات العليا التي تتوفر حصرا في هذه الوزارة فضلا عن ما يقاربها من الشهادات الاخرى والزمالات في لندن ودبلن وروسيا وامريكا وغيرها من الدول المتقدمة ولدى علمائها الخبرة والكفاءة فتارة تراهم في مستشفى كبير يجرون اصعب العمليات الجراحية واخطرها وتارة تراهم في الجامعات يدرسون الطلبة في مختلف الاختصاصات الطبية والتمريضية وغيرها .. هؤلاء العلماء ومساعديهم ومعاونيهم هل نالوا حقوقهم من الدولة ؟ هذا سؤال نطرحه على المسؤولين الكبار فيها ونتسائل كمراقبين للاحداث اليومية التي تمر بها مؤسسات الصحة والمشاكل والعقبات والتي تبدأ من الاعتداءات العشائرية على منتسبي الصحة اطباء وكوادر وتنتهي بالأحكام التي اودعت عدد منهم خلف القضبان .. فهل يعقل وفي دولة نفطية غنية لها مدخول قومي يعادل مدخول اربعة دول اوربية ان يقف الطبيب او الممرض في الشارع منتظرا لسيارة اجرة تقله من محل عمله الى بيته ؟ وان قلنا ان اكثرهم يمتلكون واسطة للنقل الا ان بعضهم وهل ليسوا قليلون لايمتلكونها والاسباب عديدة تتعلق بالوضع الاجتماعي للموظف وكذلك بمحل السكن ومكان عيادته ومقدار راتبه وهذا ان صح فهو في الحاليتن شيء يحسب على الحكومة ولا يحسب لها لماذا ؟ لان من مسؤوليات الحكومة ان توفر وتظمن العيش بكرامة للمواطن بغض النظر عن انتماءه او شهادته ولكن السؤوال الاكثر الحاحا هو هل الموظفي في مؤسسته حاصل على حقوقه ؟ فلو جئنا الى مدير احدى المستشفيات مثلا ما تعطي الدولة له من امتيازات تمكنه من ممارسة العمل الاضافي لمهنة الطب او الصيدلة ؟ فالعمل الاداري سيكون اضافيا بالتاكيد لانه بالنتيجة طبيب ولديه مراجعين يجب ان يتابعهم ويشرف على علاجهم ولديه عيادة خاصة او صيدلية او مختبر او عيادة اشعة ومن حقه ان يظمن حياة كريمة لعائلته . ماذا اعطته الدولة ليكون بمستوى المسؤولية ؟ السؤال هنا ماذا منحت الدولة لمدير المؤسسة الصحية ؟ هل منحته دارا او شقة يعيش فيها هو وعائلته ؟ هل منحته وسيلة نقل مريحة يتنقل فيها بين بيته ومحل عمله ؟ هل منحته مخصصات مالية اضافية تمكنه من السيطرة على حياته اليومية وتوفر له شيء مما فقده بسبب الادارة ؟ هل منحته الحماية اللازمة عندما يسير في الشوارع وسط الوضع الامني الغير مستقر ؟ فحينما يعمل الموظف نهاره كله في مؤسسة تعتمد بالدرجة الاساس على الانسان (شكلا ومضمونا) ويستمر في العمل لما بعد الدوام الرسمي وسط العمليات الجراحية والحوادث والطب العدلي وهذا يصرخ بوجهه وذاك يشتمه وهذا يهدده عشائريا {وقليل من عبادي الشكور} ماذا سيكون رد فعله عندما يحس بان دائرته في خطر؟ ترى هل سيقف معها ام يبقى متفرجا ؟ ولماذا يقف معها اصلا ؟ وهو مدير مستشفى في رقبته 400 مريض تحت العلاج وما لايقل عن 1000 موظف بحاجة الى متابعة دوامهم وعملهم باستمرار و1000 مسؤول بحاجة الى تنفيذ رغباتهم وقوبل وساطاتهم وتحمل تدخلاتهم في العمل اليومي وعلى مدار 24ساعة ؟ فضلا عن الشكاوى المجهولة المصدر والدليل والتي غالبا ما تأخذها الوزارة على محمل الجد !! كل هذه الامور حتما ستؤثر في اداءه اليومي والخاسر الاكبر هو الموظف نفسه والمواطن الكريم وقد يسأل سائل فيقول كيف :- والاسباب بسيطة جدا وتكاد تكون مضحكة فمثلا مجموع مخصصات المنصب لاي مدير مستشفى او مدير قسم او مدير قطاع لو ضغطتها لا تتجاوز الـ 200الف دينار فقط اي ما يعادل 18 كارت رصيد للموبايل (عاشق واحد يستهلك ضعفها شهريا) ومن جهة اخرى هو يعيش في مجتمع يختلف عن غيره من المجتمعات فيفرض عليه قيودا يستثني منها العديد من الموظفين في الدولة . والامر الاخر وهو الاشد والاصعب محل السكن الذي يعيش فيه : كيف يمكن لوزارة نصف موظفيها يسكنون (بالايجار) ان تتطور ؟ وكيف يمكن للموظف الذي يبعد محل سكنه عشرات الكيلومترات عن محل عمله ان يأتي لمؤسسته مرتاحا ويمارس وظيفته براحة وحرية ؟ ثم ماهي واسطة النقل التي منحت له كمدير ؟ سيارة حمل يستخدمها الفلاحون لنقل المحاصيل الزراعة او مربي الماشية لنقل مواشيهم وعلى الجانب الاخر يرى هذا الطبيب صاحب الشهادة العليا شرطيا بلا شهادة (مع احترامنا واقديرنا له ولعمله) يراه يستخدم سيارة صالون مرفهة ومكيفة وبموديل حديث وقد لا يصدقني البعض لذا ادعوهم ان يزوروا مقرات القطاعات ودواوين الداوئر ويشاهدون هذا باعينهم ..ومن جهة اخرى اذا اراد هذا المدير ان يرسل موظفا الى مؤسسة اخرى فعليه ان يستأجر له واسطة نقل ويدفع له من جيبه الخاص وينتظر لشهرين او ثلاث حتى تقوم الحسابات بصرف هذا المبلغ الذي ستستهلك معاملة صرفه ضعفه تماما من ورق وحبر وملفات واستمارات ومراجعات وما شاكلها من روتين مريض اهوج لا علاقة له بمهنة الانسانية ولا يمت للكرامة بشيء من قريب او من بعيد .. أما الوضع الامني فحدث ولاحرج فأغلب مؤسسات الصحة تقع تحت حماية ما يسمى بحماية المنشآت وهؤلاء انفسهم بحاجة الى مدير قلبه من حديد ليتحمل مشاكلهم التي لا تنتهي فاذا تعلق الامر باعتداء مواطن على موظف قالوا اننا لحماية المؤسسة من الخارج اما اذا تعلق بمشكلة بينهم وبين موظف ما قالوا نحن الجهة الامنية ولا تعرف لهم مرجعا او طريقة عمل يمكن ان تتخذها حجة عليهم وبالنتيجة يتعرض الطبيب والممرض يوميا الى اعتداءات متكررة دون رادع او خوف يشعر به المعتدي لان الطبيب اذا اراد ان يأخذ حقه فعليه ان يذهب الى مركز الشرطة ويقدم دعوى قضائية ويحضر الشهود والادلة ويوكل محاميا وقطعا هو لا يستطيع لانه اذا ترك محل عمله انهالت الاتصالات من المسؤولين والتساؤلات عن سبب عدم تواجده وتحول من ضحية الى جلاد .. كل هذه المشاكل وكل هذه التداخلات اليومية هل ستؤثر على اداء هذه الوزارة ؟ سؤال نطرحه على المواطن اولا وعلى المسؤولين ثانيا وعلى وزارتنا الموقرة ثالثا .
نلتقي في الحلقة القادمة
| |
|