هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجنسوية».. تمييز له عوائده العميقة في الثقافة العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هيئة التحرير
Admin
هيئة التحرير


عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 48

الجنسوية».. تمييز له عوائده العميقة في الثقافة العربية Empty
مُساهمةموضوع: الجنسوية».. تمييز له عوائده العميقة في الثقافة العربية   الجنسوية».. تمييز له عوائده العميقة في الثقافة العربية Empty22/11/2011, 12:32 pm

«الجنسوية».. تمييز له عوائده العميقة في الثقافة العربية

كتابة الجسد.. والمكاشفات المبتورة




أزهار علي حسين*

إن إشكالية مصطلح «الأدب النسوي» ليست إشكالية بطابع أدبي فقط بقدر ما هي إشكالية مثقلة برواسب اجتماعية غاية في التعقيد وغاية في قسوة النتائج أيضا؛ ذلك أن حقيقة الأدب أيا كان نوعه وجنسه لا يمكن فصلها أو عزلها عن أصل جذورها ودوافعها الاجتماعية أو الأخلاقية أو السياسية أو الاقتصادية أيضا، ومهما حاولت النظريات ذلك، كنظرية الفن من أجل الفن أو النظرية البنيوية، لمحاكمة النص دون الرجوع إلى جذوره الأولى، فلا مناص من العودة إلى خلفية النتاج الأدبي والبحث في أبعاد ودوافع كاتبه الأخلاقية أو الاجتماعية أو السياسية، بل وبالضرورة في جنس ذلك الكاتب أيضا، كما هو في النظريات الحديثة للنقد، وخاصة أن مثقفا كالمثقف العراقي (رجلا كان أو امرأة) حتى هذه اللحظة ـ ونحن بصدد الحديث عن ظاهرة خاصة ـ لايزال ابنا بارا لبيئته بامتياز، أو واقعا تحت تأثير نظمها الاجتماعية من دون أن يستطيع التخلص من تبعات هذه البيئة بكل إشكالاتها العرفية والأخلاقية، أو استيلاد مفاهيمه الخاصة التي يضعها بموازاة العرف لتغيير السيئ والمجحف منه، وذلك بما يدلل على انحراف وتشوه المسار الثقافي الذي كان الخالق والباعث لتكوين وانبثاق شخصية المثقف وخلوها من التجربة الحياتية الفاعلة، أو بمعنى أوضح، من الصورة المنعكسة على صفحة الحياة للأدب والثقافة.

عار التمييز الجنسي
إن تبعات إشكالية تمييز الجنس في العرف الاجتماعي الشرقي عامة، ماتزال تلحق بالأنثى تحديدا باعتبارها ناقصة العقل والمسؤولية والتأهيل، ولا بد من تحصينها وعزلها وحجبها بسبب ذلك -رغم أن هذه النظرية قد هشمت تماما على يد الغرب الذين أثبتوا عمليا نقيضها وبنماذج علمية وأدبية وإنسانية للنساء ـ نظرا للحمولة العقائدية التي عملت على تهميش دور الأنثى وعدم السعي لإدخالها ميادين العلم أو المعرفة أو الثقافة، بل وباعتبارها عارا أخلاقيا كجسد وكقيمة يحاول الرجل التخلص منه بستره وتهميشه أو تكبيله بشؤون الحياة اليومية كوظيفة أساسية. وهكذا تبقى المرأة تدور في فلك متصل لا يمكنها من امتلاك زمام أمرها، أو حرية تعبيرها، الأمر الذي استرخى واستراح له المثقف الرجل باعتبار المرأة هي الراعي والمنظم الأساس لحياته، من دون محاولة منه لتغيير هذه القاعدة وكسرها، إلا فيما ندر، وسوى ذلك فإن المثقف الرجل، لم يستطع وحتى هذه اللحظة جعل تنظيراته في شأن الأدب النسوي ـ الذي يرجو منه نصوصا مبتكرة أمام سيطرته التي لا يتنازل عنها كرجل أو كمثقف يحتاج إلى منظم رسمي لحياته ـ تنظيرات حقيقية جادة، بفسح المجال الحيوي والثقافي للمرأة، وبكسر قيود المفاهيم التقليدية التي يتبناها كغيره.

إهمال الأدب الذكوري
إن إشكالية مفهوم (الأدب النسوي) تحيلنا بديهيا إلى مصطلح مقابل له هو مصطلح (الأدب الذكوري)، وباعتبار هذا الأدب هو الممثل الحقيقي أو الأقرب والأكثر تساميا ونضجا في المفهوم الإنساني، فإن النقاد قد أهملوا مناقشته وركزوا على مفهوم (الأدب النسوي) باعتباره موطنا للخلل والإشكاليات التي لا بد من التنظير لها، ومحاولة تحسين نوعها وموضوعها من دون تهجينه بالأدب الذكوري، وهنا تبرز لنا مشكلة أكبر لنصل بهذا الفصل إلى أدب معسكرات واضحة الأبعاد، والذي سيعود علينا باستيلاد ذات النماذج الضعيفة أدبيا -نساء أو رجالا-.

مكاشفات نقدية
في كتابه (كتابة الجسد، مكاشفات في النسوية) يقول الناقد جمال جاسم أمين: (المرأة الكاتبة تحاول اليوم الخروج من سرية المكاتبة إلى علانية الكتابة، غير أن مثل هذه المسألة لا يمكنها أن تمر دون مكاشفات نقدية عريضة، وهي المسؤولية التي تقع ـ اليوم ـ على عاتق النسوية والأدب النسوي، هنا لا يكفينا رفض الكاتبات أو قبولهن لمصطلح (أدب نسوي) أو أنثوي، لا يكفي الاشتباك نظريا مع هذا المصطلح أو ذاك، بل لا بد من وعي بديل؛ وعي ثقافي أنثوي يقف في مواجهة الوعي السائد)، وبهذه العبارة يحيل جمال جاسم أمين مسؤولية انطلاق الأدب النسوي ـ كما يحيلها غالبية المثقفين ـ إلى المرأة المثقفة ذاتها، ببترها وفصلها وعدم التحقيق في خلفياتها الاجتماعية، التي كانت ولاتزال المؤثر الحقيقي في غيابها أو تحجيم دورها عن الساحة الثقافية.
وبهذه العبارة أيضا يقف بنا أمين عند منتصف المشكلة دون أن يعود بنا إلى جذرها الحقيقي المرتكز على مرجعات تلك الرؤية الضيقة بالتمييز الجنسي في الأدب. الأعراف والعقائد المساندة والمناصرة للرجل، وبما لا يمكننا من معالجة إشكالية الأدب النسوي دون الرجوع إلى خلق مفاهيم موازية فاعلة (مفرمتة) إن صح التعبير، لتلك المفاهيم الاجتماعية أو العقائدية السائدة، ليس من قبل المرأة فقط، بل من قبل المثقف الرجل والمثقفة المرأة على السواء لصناعة مجتمع وثقافة خاليين من عقد التجنيس.

اشتباك المرأة الجمالي
ويبين جمال جاسم (أن دخول المرأة إلى بهو الكتابة يعد حدثا ثقافيا يجعلنا نبحث عن أصداء هذا الحدث، أما إذا صادف أن كتبت المرأة دون أن تشتبك جماليا مع إشكالات وجودها الثقافي، فإنها إما أن تقلد الرجل في كتابتها وإما أن تقع فيما يريده الرجل دون أن تدري، وهذا ما يحصل في الكتابات غير الملقحة بوعي نسوي صادم) وهنا أيضا وأمام هذه المقولة بالطبع، تقابلنا الحقيقة المبتورة التي أشار إليها أمين في بداية استعراض بحثه، حين تعرض إلى توضيح المفاهيم الاجتماعية التأريخية التي حثت الرجل على ممارسة الكتابة، بينما منعت المرأة من ذلك، وحين نستعرض النتاج الذكوري ونجد أن أفرادا يعدون على الأصابع فقط هم من صنعوا مفاهيم أو غيروا أنساقا أو تبنوا نظريات جديدة مزلزلة، وليس كل الرجال الكتاب، مما يحدونا إلى سؤال في غاية البساطة ألا وهو: لماذا لم يعمد الرجل المثقف ـ بشكل عام ـ وهو الذي يكتب منذ قرون، وهيئت له أسباب النجاح في ذلك، إلى جعل نتاجه بشكل عام متميزا وصادما ومشتبكا جماليا مع وجوده الثقافي، على حد تعبير الأستاذ جمال جاسم؟

كتابة.. أم مكاتبة؟
وفي فقرة تحت عنوان (المرأة/ الكتابة/ اللغة) في ذات الكتاب، وبعد طرح رأي للناقد السعودي د.عبد الله الغذامي، والذي يقول (الكتابة رجل والحكي أنثى)، وأيضا رأي للجاحظ وهو يسند المكاتبة للنساء فيقول في رسالة القيان (المرأة/ القينة، إذا اشتكى العاشق مما به من عشق أوهمته أن الذي بها أكثر مما به منها، ثم كاتبته تشكو إليه هواها)؛ يعود أمين ليوضح أن الفرق بين الوصفين (كتابة/ مكاتبة) معرفي ووظيفي، (فالمكاتبة وظيفة غزلية، بينما الكتابة فعل تأسيسي لا ينتهي بانتهاء لحظة ودوافع الغزل، فالمكاتبة تتضمن الذكورة في مقصدها لأنها كتابة لأجل الرجل)، وعلى حسب ما تبناه الأستاذ جمال من أن المكاتبة فعل إغوائي متضمن معنى الآخر، فكيف بنا مع ما يكتبه الرجل بقصد مغازلة وإغواء المرأة بتضمينه لواعج قلبه وآلام حبه، وأين نضع ذلك النص، هل نضعه في خانة المكاتبة أم في خانة الكتابة، وهو نتاج رجل بالطبع، وأين نضع نتاج امرأة تجاوز نصها وظيفة الغزل واجتياز اللحظة إلى الفعل التأسيسي؟

قضايا إشكالوية!
وفي الصفحة 21 يشير الناقد جمال جاسم (الكتابة النسوية هي التي تحمل مقصديات محددة، والتي تتبنى موضوعات المرأة بوصفها قضايا إشكالوية لها حقلها الخاص، هذا هو جوهر الكتابة النسوية، وليس كل ما تكتبه المرأة، هناك قضايا عامة يشترك فيها الرجل مع والمرأة على حد سواء لا يمكن وصفها بهذا الوصف، لذا نقول إن المعيار ليس جنس الكاتب وإنما موضوع الكتابة وقضيتها)، وهنا تبرز لنا قضية معقدة أخرى نتساءل أمامها بأن أين سنضع ما كتبه شاعر مثل نزار قباني عن المرأة، هل في خانة الأدب النسوي أو الذكوري، كون موضوعاته متداخلة بل ومتبنية لمشاعر وأحاسيس وقضايا المرأة بشكل خاص؟
ومن أجل إيضاح الحقائق الإنسانية والثقافية المبتورة، ليس في كتاب جمال جاسم أمين، بل في كتابات معظم النقاد الذين تبنوا مثل هذه الآراء طرحنا هذه الأسئلة وبالطبع هناك أسئلة أخرى..

* كاتبة من العــراق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maroosi.own0.com
 
الجنسوية».. تمييز له عوائده العميقة في الثقافة العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضاء الثقافة في جمعية تنمية المرأة
» اخطاء شائعة في اللغة العربية
» من ابداعات الاديبة العربية لطيفة حرباوي
» قصيدة لوزير الثقافة الاردني الاسبق الشاعر حيدر محمود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الاقسام الادبية :: منتدى المقالات-
انتقل الى: