في فوضى الرياح وبين ذرات الغبار حلًّق،ليعانقَ الصباح، على أطراف الأرض المدلهمّة ،وينفض ريشه الأنيق على جروح طيور باكية،ويعتق روحه بسلاسل أعمارهم الرّذلِا،ثم يخاطبهم بلهجة متعالية:أنا أميركم مادامت الأرض باقية،فأنتم هديتي وجوادي الذي أعددتُه لإنتصاراتي،وروّضته لخطوبي الآتية،...
لاتسألوني لِما، ولا كيف،ولاإلى متى؟ وهل يُسأل الطاغية؟!!
إنّي قد أعددتُ لكم في بلاطي حاشية،فلها إركعوا واسجُدوا ومُدّوا لها جذورًا تحفظ سلطانيا،وأمّا قِناعُ وجهي فهو وسامةُ قناعاتكم فلا تسقطوه بضربة قاضية،فأنا المنقذ الذي يخلّصُكم مِن أشواك حديقتي الدامية ،فاسكتوا وافعلوا ماتُؤمَروا وإلاّ جعلتُ الأشواك تنموا على أجسادكم ،وتلتهم غذَكم بعد تاريخكم الماضيا،...
أدخلوا على آل الجنة زمرا،واجلسوا تحت أقدامهم، فشرفكم أنكم أحذية،...
ولا تؤاخذوني بما قال العقلاء منكم ،فالأثير أنا ،والمثير أنا ،والثورة ليست لأمثاليا،...
وخذوا زينتكم من النفاق عند كلّ قصرٍ مِن قصوري المترامية ،واعتبروا مِن تلكم الأيام الخالية.