هيئة التحرير Admin
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 27/07/2011 العمر : 48
| موضوع: الاندماج مع الحياة في وفرة التأريخ المضيء شيء رائع 16/7/2012, 11:10 pm | |
| إحسان العسكري الاندماج مع الحياة في وفرة التأريخ المضيء شيء رائع قراءة لـ (عن الغريبِ الذي صارَ واحدًا منهم) للشاعر * باسم فرات ((هأنذا.. قدمٌ في مِيكونَ وأخرى في الأمل يرقدُ تاريخٌ في جعبتي أنصتُ للموجِ بينما الريحُ تقفلُ أبوابَها خجلى وفِيَنْجانُ خلفي تحملُ غبارَها وابتساماتِ عابري الطريق والرَّغَباتْ)) • باسم فرات عاشق قديم يجري في عروقه عشق لشيء عظيم لايدرك مثلي مغزاه ولا يصل لمستوى ادراكه أحد فهو متخصص في السبق والشوق ربيب خطواته هنا يضع قدمه في ميكون والأخرى في الأمل ولا أعلم أي أمل ربما كان أمل العودة لأنه لن ولم يتخل عن تاريخه الذي يحمله معه وهو يطوف البلدان ويتخطى المحيطات والأسباب وإنصاته للموج شيء مشروع لأنه مجبر على أن يكون الإنسان الحر الذي يعطي كل شيء حقه، بعد أن تنازلت الرياح عن ثورتها إجلالا لمقدمه (أنا واثق من ذلك) الشي الخلفي : وابتسامات عابري الطرقات ورغباتهم ورغبات الشاعر وإحساسه بنفسه وكيانه وبهم كل هذه الأمور تجعله يزداد تعلقا بما حملته جعبته من ذكريات والمزيد \ ((الكسبةُ يبيعون أنينَ أيامِهم بأوراقِ الموز صلواتُ الرُّهبانِ تُغَلفُ سُقوفَ المعابدِ مع أنغامِ الطبولِ حتى تَتَشابكَ فوق شجرةٍ يَجلسُ تحتَها بوذا مانحةً الطمأنينةَ لناغا)) • بوذا ... أيها المانح طمأنينتك لهؤلاء الغرباء وأنت ترقد تحت شجرة ويتجول حولك الكسبة يتنقلون على أنغام طبول معابدك المسقّفة بأصوات الرهبان .. أي وصف هذا أيها العملاق باسم فرات ؟ أنت أعظم من أن أكتب عنك شيئًا، والله كأني بك وأنتَ تقف أمام هذه الكتلة النحاسية مفتورة العينين الصامته الساكنة لتسألها بعض الاسئلة، أكاد اسمعها منك الآن لكني أتحفظ على ذكرها لسبب يعلمه كلانا ...ولا أزيد
((هأنذا.. قدمٌ في ميكونَ وأُخرى في الأمل أتأملُ قواربَ صيادينَ يَدُلُّني صَمتُهُم على مَرَاسٍ نَخَرَها الأبَدُ)) كيف يصطاد الساكن والهاديء؟. رسم لنا باسم فرات هنا أمله في أن يحصل على شيء من هذه السكينة فكم هو ساكن نهر ميكون) رغم الطبول والصلوات؟ وأيما صمت مر به شاعرنا فأثار دهشته؟ وهل يشبه صمت بغداد أو صراخ الناصرية ؟ فكل المراسي النخرة بماضيها والمعتادة على الاهتراء لما تزل تصرخ في بلادي، حجرية تصرخ وخشبية تصيح وحتى الطينية منها تصيح إلا أن الماء الفراتي المحيط بها يعلن انسحابه حائط الطين، هذا كل يوم يسرق منه الفرات بعض الذرات ولما يزل أساسه صامدًا ولم يقع أبدًا. هل هذا هو ما يحمله باسم فرات في جعبته؟ أم شيئًا منه؟ سنرى. ((نائمةٌ حَيَواتُهُم في غياهِبِ الطحالبِ وتحتَ أقدامِ الطينِ تَغوصُ أحلامُهم يَتَجولونَ في خرائبِ الموسيقى وحُطامُ أصواتِهم يُنْبِئُ عن حكاياتٍ قَضَمَتْها الجرذانُ النسوةُ الْمُتشحاتُ بالفقرِ والجمالِ، يُكَوِّرنَ الشاطئَ فوقَ المناقلِ لتفوحَ رائحةُ الشهوةِ والخجلِ بين أقدامِ السائحينَ)) • سائح فطن شاعرنا يرسم ذكرياته الانية وانطباعاته العميقة والقوية والصامدة بشدة الرجل الشرقي لكن بلا استفهام لانه يدرك ما حوله سوى بعض ما يعتصره من الم الغربة والمنافي .. كيف صور هذه الصورة الرائعة < نائمةٌ حَيَواتُهُم في غياهِبِ الطحالبِ وتحتَ أقدامِ الطينِ تَغوصُ أحلامُهم> شيء لا يصدق ما جاء به هذا العملاق العراقي الفراتي كيف رسم هذه الانعطافة الانطباعة بهذه الطريقة الرائعة والجميلة والعميقة فيكاد القاريء ينهض من مكانه ويضرب راسه بشيء لين لان بقية قد تأتي ولا يسمعها فـ باسم فرات هذا مليء بالمفاجئات والانتقالات الجميلة في شعره .. وهاهم اصحاب دربه او منتهاه انظر كيف يتجولون في موسيقى كلاسيكية قديمة يشد عزمها حطام اصواتهم ؟ انت يبدع في كل نظرة وفي كل خطوة وفي كل صوت يسمعه . قرا حكايتهم التي تكاد تختفي في هذه اللحضات الحرجة ووسط هذا المشهد الممتليء بالنساء الفقيرات الجميلات .. وخجله الشرقة لما يزل يعتليه فيوقضه كل لحظة ’ رغم ان الاشياء المكورة والتي تتكور فيهن مثيرة بعض الشيء حتى الشاطيء يتكور بايدهن الرقيقة . لكنه يعي مستواه ومدى انعتاقه من اللاشيء فلم يدخل حالة اللاوعي والذهول ابدا لانه كبير بروحه وكيانه • فيعود ليعلن : ((أنسلُّ نحوَ الطُّرُقِ الْمُلتويةِ أحيِّي الباعةَ بابتسامةٍ وهم منشغلونَ عن مقابرِ القُمامةِ إذ تَفيضُ بطقوسِها لأنَّ قيامةَ الجوعِ رَكَلَت بوذا بعيدًا ثم انحدرتُ مع المتاهةِ إلى طَلاتْ ساوْ مستمتعًا بعُرسِ الطبيعةِ حيث يخالطُهُ رَنينُ السوق )) • نيسميات الطرق على الارض المنبسطة ربما يجد الشاعر فيها ضالته فهو يكاد ينفجر من الحزن رغم ابتسامته الحذرة التي ترتسم امامي كأنها ابتسامة عبد الحليم حافظ وهو يغرد بالمه مبتسما(عاشق ليال الصبر مداح القمر) كيف ابتسم باسم فرات امام مقابر القمامة ؟ مؤكد ان هنالك بشر حولها يستحقون ابتسامته فهو عاشق لروعة العمال والكادحين , يبتسم لهم انى مربهم او مروا به يبتسم للإنسان النبيل فنبله لا يفطر الا قلب النبيل , والا لما صنع لنا هذه الصورة الشعرية الجميلة التي تدخل في صميم الروح وتمتزج مع نشوة الخيال
((أحتمي بالْمَطَرِ من البَلَلِ وبالمناداةِ من ضَجيجِ الهدوءِ أُنْصِتُ للقلوبِ وهيَ تَتَغامَزُ: انظروا للغريبِ لقد صارَ واحدًا منا.)) • الغريب الذي صار واحدا من سكان ميكون كاني اراه يراقص المطر ويتنقل عبر الازقة يغني ويبتسم ويضحك ويرسم في مخيلته الشاعرة قصائد وانعتاقات بريئة وجميلة . ينصت للقلوب ؟!!!! كيف سمعها ؟ قلبه كان دليلا حرا نابظا بالحياة ومحترما لها . فاحترموه واعدوه واحدا منهم ولو كنت مكانهم لفعلت بلاشك • ارى انني لم اوفق في القراءة الشاملة لهذه الثورة الشعرية التي تأخذك من مكانك وتضعك على شاطيء بسيط في مدينة ساحلية هناك حيث ينتهي الشرق وتبدأ مسيرة المحيط وترجعك إلى قمة النشوة حيث يوجد الانسان . ألف تحية لقلمك أيها الكبير | |
|