كاتب من السعودية مصري الاصل قرات له مقالا يدعي فيه ان الشيعة في ايام عاشوراء يشعلون النار في الليل تبركا بها وانهم بهذا انما يحيون الزرادشتيه ... انه لمن العجب ان يصل الحقد الفئوي لهذه الدرجة ؟ عجيب امر هؤلاء ! ان الكاتب مهما كان انتماءه ومهما كانت قوميته وطائفته يب ان يتحرر مما تحدثت به جدته الخرفة او قرأه في كتاب لاحد الشواذ هذه هي ايام عاشوراء انا اسكن في منطقة ذائبة في عاشوراء لم الحظ نارا في اي مكان ؟ اين قراها هذا الكاتب ؟ هل في كتب الشيعة ؟ تقول كتب الشيعة (((الكافي ج3 ص567): (انه سئل أبو عبد الله الصادق عليه السلام عن الموس وهم اصل الزرادشت أكان لهم نبي؟ فقال: نعم اما بلغك كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله الى أهل مكة ان اسلموا والا نابذتكم بحرب فكتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله ان خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الاوثان فكتب اليهم النبي صلى الله عليه وآله: اني لست اخذ الجزية الا من أهل الكتاب, فكتبوا اليه ـ يريدون بذلك تكذيبه ـ: زعمت انك لا تأخذ الجزية الا من اهل الكتاب ثم اخذت الجزية من مجوس هجر, فكتب اليهم النبي صلى الله عليه وآله: ان المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب أحرقوه اتاهم نبيهم بكتابهم في اثني عشر ألف جلد ثور).
وفي (مجمع الفائدة) قال الاردبيلي : ((قيل كان لهم نبي وكتاب قتلوه وحرقوه, واسم نبيهم زردشت واسم كتابه جاماست)) (مجمع الفائدة ج7 ص438). وفي وسائل الشيعة: ((ان اسم نبيهم داماست فقتلوه وكتاب يقال له جاماست كان يقع في اثني عشر الف جلد ثور فحرقوه)) (وسائل الشيعة ج5 ص127).اما في كتب المذاهب الاخرى فللقاريء الكريم ان يطلع على موسوعة عالم الأديان، الجزء الرابع، ط2، 2005وموسوعة الأديان (الميسرة) إصدار دار النفائس، ط2، بيروت 20020قد تكون التسمية بالزرادشتية سابقة على التسمية بالمجوسية ولكن هذا لا يغير حقيقة الاتحاد بينهما أو أن احدهما فرقة من الأخرى ولذا قال في شرح احقاق الحق ج 1 388:
أقول : الذي يظهر من التتبع في كلمات المؤرخين : أن اسم المجوس حادث لهذه الطائفة اشتهرت به بعد هذا الرجل, وأنه كان يطلق عليهم قبله الزراتشتية, الفارسية, الآذرية, الخورية, اليزدانية, الاهرمانية, وغيرها, ولكل تسمية وجه, فالزراتشتية نسبة إلى زرتشت والفارسية إلى بلاد فارس, والآذرية إلى " آذر " بمعنى النار لتوجههم إليها, والخورية إلى " خور " أي الشمس, واليزدانية إلى يزدان أي النور لاعتقادهم به, والاهرمانية نسبة إلى " اهرمان " أي الظلمة لاعتقادهم بها. ثم إن المجوس تشعبت على شعب بعد ما كانوا على طريقة واحدة كالبابكية أتباع بابك ويقال لهم الحرمية كما في ( فهرست ابن النديم ص 480 ط مصر ), والمزدكية أتباع مزدك القديم وهو الذي أمرهم بتناول اللذات والعكوف على الشهوات, وترك الاستبداد والاستقلال بعضهم على بعض, ولهم مشاركة في الحرم والأهل لا يمتنع الواحد منهم من حرمة الآخر ولا يمنعه, إلى غير ذلك مما نسبها إليهم ابن النديم في ص 479 من الفهرست. ثم ظهر مزدك الثاني ابن فيروز وقتله أنوشروان الملك وقتل أصحابه.
ومن فرق المجوس الفريدونية أتباع فريدون الذي أحدث عبادات وأشاع طرقا, وتبعه خلق كثير.
وآتي الان بشرح مبسط عن هذه الديانة تاريخا وعقيدة وما لحق بها
فالزرادشتية هي إحدى الديانات التي انتشرت في إيران قبل الفتح الإسلامي، وما يزال لأتباعها وجود هناك، إضافة إلى الهند وباكستان وبعض البلدان الغربية، وهي من الديانات "الثنوية" التي تقول بإلهين اثنين، أحدهما للخير والآخر للشر. وتقدّس هذه الديانة النار باعتبار أنها قبس أو مظهر من مظاهر إله الخير.
المؤسس:تنسب الزرادشتية إلى زرادشت بن يورشب، الذي يُعتقد أنه ولد في مدينة أذربيجان، غربي بحر قزوين، في سنة 660 قبل الميلاد ، وقيل قبل الميلاد بألف سنة، ويعتبره أتباعه نبياً، وقد أحاطوا مولده بجملة من الأساطير، منها أن "شبحين نوريين" اقتربا من والده، وقدّما له غصناً، وأمراه أن يقدمه لزوجته، لأنه يحمل كيان الطفل الروحاني، ومزج الأب الغصن باللبن وشربه هو وزوجته، فحملت الزوجة وليداً هو "زرادشت"، وقالوا بأن مخلوقات بشعة هبطت من السحابة بعد مرور خمسة أشهر من الحمل، وحاولت انتزاع هذا الجنين من رحم أمه، لكن شعاعاً من نور هبط من السماء ومزّق السحابة السوداء.
وتقول أسطورة أخرى عند الولادة، بأن هذا المولود لم يبكِ مثل سائر الأطفال، وإنما ضحك بصوت عالٍ اهتزت له أركان البيت الذي غمره نور إلهي، وهربت الأرواح الشريرة كلها إلى عالمها السفلي.
عبادة النار والشمس :
تعتبر النار عاملاً رئيسياً في عبادة الزرادشتيين، إضافة إلى الشمس، على اعتبار أنهما رمزان ماديّان على الإله "أهورامزدا" الذي تعجز العقول عن إدراكه، فالشمس في السماء تمثل روح "أهورامزدا" في صورة يستطيع الناس إدراكها، فهي كائن مشرق متلألئ يفيض الخير على كل الكائنات، ويبعث فيها الدفء والنشاط. أما النار في الأرض فهي العنصر الذي يمثل للناس تلك القوة العليا، ويقول الزرادشتيون أنهم يقدسون النار ولا يعبدونها، وفهي عندهم تمثل النور الذي يعتقدون أنه قبس أو مظهر من مظاهر الله. يقول مرجعهم الديني الأعلى في إيران، رستم شهزادي: "في الحقيقة ، وعندما نتوجه لعبادة الله، نتجه إلى النور بأي شكل كان، ففي النهار تكون قبلتنا الشمس، وفي الليل القمر أو النجوم، أو أي ضياء كان، ومنها النار طبعاً حيث نعتقد أن نور جميع هذه الأشياء يمثل النور الإلهي، فالمهم إذن أن نتجه لأي مصدر للنور مهما كان شكله أو حجمه كقبلة لنا نقدسها ولا نعبدها". والنار – كمصدر صناعي للنور لجؤوا إليه عند غياب المصادر الطبيعية – لها احترامها وقدسيتها وطقوسها، إذ أن من أوجب الواجبات على الكهنة ورجال الدين إبقاء النار مشتعلة، وتحتل النار وسط غرفة خاصة، ويوقدها الكهنة ليلاً و نهاراً، ويلقون فيها كميات من البخور، ويضع الكاهن كمامة على فمه كي لا يدنس النار.ويدخل الزرادشتيون إلى موضع النار باحترام بعد الاغتسال وخلع الأحذية، ويتلون صلاة بلغة "الغاثا" القديمة التي لا يعرفون معناها عموماً، ويناولون الكاهن تقدماتهم من البخور والمال، وهو يناولهم كمية من رماد النار.
صراع الخير والشر: يعتقد الزرادشتيون أن العالم له نهاية محتومة، إذ سينتصر إله الخير "أهورا مزدا" على آهرمان وسيهلكه هو وكل قوى الشر، وعندها سيعمّ الأمان والخير، وفي ذلك اليوم يُبعث الموتى ويقع النجم المذنب على الأرض، وتشتعل الأرض وتلتهب – بحسب اعتقاد الزرادشتيين – ويمر الصالحون بهذا السيل الملتهب وكأنه بالنسبة لهم لبن دافئ، ليمضوا إلى الجنة، أما الأرواح الشريرة فتظل تحترق إلى الأبد في هذا اللهب.
هل زرادشت عند أتباعه نبي:
يعتقد الزرادشتيون أن "زرادشت" نبي مرسل من "أهورامزدا" الاله الخالق عندهم، وتروي الأسطورة أن كبير الملائكة "فوهو مانا" جاء إلى زرادشت وقاده إلى السماء "ليحظى بشرف المثول بين يدي رب السماء نفسه"..، وهناك تلقى زرادشت كلمات الحق والحقيقة، وتعلم أسرار الوحي المقدسة واستمع إلى أمر النبوة، فقد علّمه "أهورامزداً" العقائد والواجبات المتعلقة بالدين الذي أوكل إليه نشره بين الناس.
ويذكر الزرادشتيون أن نبيهم زرادشت كان في صراع مع الكهنة الوثنيين الذين رفضوا اتّباع دينه الجديد، وهؤلاء الكهنة الذين عُرف عنهم السحر والجشع إلى المال والسلطة أثّروا على بعض الحكام، فأعاقوا انتشار دين زرادشت، لكن المصاهرة التي قامت فيما بعد بين زرادشت وإحدى الأسر الملكية، إضافة إلى ظهور المعجزات على يديه! جعلت هذ الدين ينتشر انتشاراً كبيراً في إيران، وكان لإيران شعب مجاور هم "الطورانيون" رفضوا دين زرادشت، وحاربوا أتباعه، كما استطاعوا قتل "زرادشت" نفسه في مدينة بلخ وهو راكع أمام النار، مع ثمانين من كبار الكهنة عندما كانوا يدعون "أهورامزدا" أن يناصر شعبهم في حربه ضد الطورانيين، ومات زرادشت عن 77 سنة.
الموت في الزرادشتية
يؤمن الزرادشت أن الروح تهيم لمدة ثلاثة أيام بعد الوفاة قبل أن تنتقل إلى العالم الآخر، ولديهم طقوس خاصة للدفن، إذ يكرهون اختلاط الجسد المادي بعناصر الحياة؛ الماء والتراب والهواء والنار حتى لا يلوثها، لذا فهم يتركون جثامين الموتى للطيور الجارحة على أبراج خاصة تسمى أبراج الصمت أو (دخنه) باللغة الفارسية حيث يقوم بهذه الطقوس رجال دين معينون ثم بعد أن تاكل الطيور جثة الميت توضع العظام في فجوة خاصة في هذا البرج دون دفنها.
الا أن الزرادشتيين الذين يعيشون في مجتمعات لا يمكنهم فيها ممارسة شعيرة الدفن هذه يقومون بوضع جثمان الميت في صندوق معدني محكم الإغلاق، ويدفن في قبر عادي مما يضمن عدم تلويثه لعناصر الحياة الثلاثة.
كتابهم المقدس: انتقلت تعاليم زرادشت على شكل ترنيمات تدعى الواحدة منها : جاتا "Gathas" وتعني هذه الكلمة الغناء أو الإنشاد. وفي هذه الترنيمات أشياء عن حياة زرادشت وفكره وبعض الطقوس والأدعية، وقد جمعت في القرن الخامس الميلادي في كتاب اسمه الأفستا أو الأبستا "Avesta"، وتعني هذه الكلمة في الفارسية: المتن أو النص الأصلي. وبهذا اختلفوا عن المجوس ,ثم أضيف إلى الأفستا شروح وتفسيرات وتفصيلات وفق شرعهم، وأصبح الأفستا مع الشروحات يسمى "زند آفستا" أي شرح الآفستا.ا
العدد والانتشار:
تعتبر الزرادشتية دعوة مغلقة، لا تقبل أن ينضم إليها إنسان من خارجها، كما أنهم يمارسون طقوسهم على نحو سري، ولا يسمحون للآخرين بالاقتراب من أمكنة العبادة حيث النار التي يقدسونها. ولا يوجد إحصاء دقيق يبين أعداد الزرادشتيين في العالم، لكن يعتقد أن عددهم في إيران هو 91 ألف نسمة (البعض يصل بهم إلى 300 ألف) حالياً موزعين بشكل رئيسي على مدن: طهران وكرمان وأصفهان وشيراز.
وإضافة إلى إيران، فإن لهم تجمعاً كبيراً في الهند، وخاصة في بومباي، ويصل عددهم هناك إلى مائة ألف نسمة، أما أعدادهم في الدول الأخرى فهي على النحو التالي: في باكستان 50 ألفاً، في أوروبا 50 ألفاً، في أميركا 20 ألفاً، وفي أفريقيا الجنوبية 20 ألفاً.
وضعهم في إيران:
وبالرغم من أن الزرادشتية تقوم على الوثنية والشرك، إلاّ أن إيران تعتز بهذه الديانة وتمنحها التسهيلات وتنتشر معابدها فيها، وتمنح مقاعد في مجلس الشورى كما ينص الدستور الإيراني، ولليهود الإيرانيين كذلك، في
هل الزرادشتية هي المجوسية؟
يذهب البعض إلى أن الزرادشتية هي المجوسية الوارد ذكرها في القرآن الكريم، وسميت بذلك لأن قبيلة المجوس الفارسية هي أول من اتبع الزرادشتية. وقال آخرون إن المجوسية أسبق من الزرادشتية، وأما زرادشت فجدّدها وأظهرها وزاد فيها.
ربما كنت ثقيل الظل عليك سيدي القاريء لكن لي العذر حتى لايألف المؤلفون بأهواءهم وبامتلاء جيوبهم من اتباع الشواذ .